وكالة سند للأنباء
حذر موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي من تصاعد الرقابة على الأصوات المنتقدة لإسرائيل على تطبيق "تيك توك" وذلك إثر إعلان شركة بايت دانس الصينية، المالكة للتطبيق لموظفيها قبل أيام توقيع اتفاقيات ملزمة مع مستثمرين أمريكيين وعالميين لتشغيل أعمال التطبيق في الولايات المتحدة. وبحسب الموقع فقد جاء الإعلان في ظل صفقة وُصفت بأنها تشكل تهديدًا جوهريًا للحوار الحر والنزيه حول الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وبموجب الصفقة، ستنقل بايت دانس السيطرة على خوارزمية تيك توك وعملياته داخل الولايات المتحدة إلى تحالف جديد من المستثمرين تقوده شركة أوراكل الأمريكية. ويمنح هذا الترتيب، الذي طال انتظاره، نفوذًا واسعًا لعضوي مجلس إدارة أوراكل، المليارديرين لاري إليسون وسافرا كاتز، المعروفين بدعمهما العلني لإسرائيل، ما يثير مخاوف من فرض أجندة معادية للفلسطينيين على المحتوى الذي يراه مستخدمو التطبيق. تجاهلت معظم وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية، في تغطيتها للصفقة، الخلفية الأيديولوجية والسياسية لأبرز المستثمرين الغربيين فيها. ويأتي ذلك رغم الدور المحوري الذي لعبه تيك توك خلال الأشهر الماضية في تمكين مئات الملايين من المستخدمين حول العالم من الاطلاع على مشاهد غير خاضعة للرقابة توثق واقع الحرب الإسرائيلية على غزة.
الجزيرة
عاش سكان غزة أوضاعًا إنسانية كارثية خلال الأيام الأخيرة مع تفاقم أزمة الفيضانات التي ضربت مخيمات ومناطق سكنية واسعة، وذلك جراء المنخفض القطبي "بيرون" الذي تأثر به القطاع بشكل بالغ على مدار قرابة أسبوع. وبالتزامن مع عشرات المشاهد التي توثق الأوضاع الإنسانية الصعبة، والتفاعل العالمي معها بالتضامن ومطالبة إسرائيل بإدخال معدات الإيواء والكرفانات، نشطت الحسابات الإسرائيلية في محاولة لإخفاء صور المعاناة وإظهار أنها مفتعلة ومفبركة. ورصدت "وكالة سند" في شبكة الجزيرة سلسلة من المنشورات والتغريدات من حسابات إسرائيلية، مضمونها اتهام النازحين بتوليد مشاهد الفيضانات باستخدام الذكاء الاصطناعي بهدف كسب التعاطف الدولي، في سياق يهدف لنزع المصداقية عن المشاهد والصور الواردة من غزة وتشتيت التفاعل معها. ونشرت حسابات إسرائيلية عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مولدة بالذكاء الاصطناعي ادعت أنها منشورة من قِبَل فلسطينيين، بعضها يظهر تدفقا هائلا للمياه، وأخرى تظهر أطفالا ونساء يعانون تحت المطر الكثيف، وفي أحدها يلعب الأطفال في الثلوج، في مشاهد تبدو فيها المبالغة والأخطاء الواضحة. وسعت هذه الحسابات إلى تحميل الفلسطينيين مسؤولية "فبركة" تلك المشاهد، مع وصف أنها نشرت من "ناشطين فلسطينيين" واستخدام ذلك للادعاء بأن صور الغرق والمعاناة، لا سيما تلك التي تظهر الأطفال والنازحين، قد جرى توليدها أيضا رقميا باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
الجزيرة
جاءت زيادة الإيرادات العام الماضي في وقت تواجه فيه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية. وبالفعل، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب. وحول استغلال الإبادة في تسويق السلاح تحدث للجزيرة أنتوني لوينشتاين، مؤلف كتاب "مختبر فلسطين: كيف تصدّر إسرائيل تكنولوجيا الاحتلال إلى العالم"، وقال لوينشتاين إن إسرائيل تبيع فكرة الإفلات من العقاب وأضاف "هناك جاذبية كبيرة لذلك لدى العديد من الدول الأخرى". من جانبه، قال المتخصص في تجارة الأسلحة الإسرائيلية شير هيفر إن الدول التي تستورد الأسلحة الإسرائيلية تدرك أن فعلها "غير قانوني". وأوضح للجزيرة أن مستوردي السلاح من إسرائيل يعلمون أن إبادة جماعية تجري في غزة، وأنه لا يجوز التعامل التجاري مع الدول التي ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وتشمل صادرات الأسلحة الإسرائيلية أيضا أدوات الذكاء الاصطناعي والمراقبة مثل تقنية التعرف على الوجه، التي تم تركيبها في مئات المواقع في الضفة الغربية المحتلة وتُستخدم على نطاق واسع في غزة كذلك. وحول هذه التقنية، تحدث للجزيرة أحمد لبّاد وهو معتقل فلسطيني سابق، اكتشف حجم المراقبة الإسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول 2023 عندما تم اعتقاله. وقال إن الجنود الإسرائيليين كانوا يعرفون رقم هاتف زوجته، وعنوانه الجديد والقديم، وأسماء جيرانه وكل من عمل معهم. وأضاف "بعد ما مررت به في التحقيق، أنا مقتنع أننا مراقَبون طوال الوقت. مكشوفون تماما".
العربي الجديد
تنبّهت إسرائيل مبكّراً إلى إمكانية إحداث اختراقاتٍ في مسألة التطبيع لم تنجح في تحقيقها عبر القنوات التقليدية، فأنشأت عشرات الصفحات والحسابات باللغة العربية على مختلف المنصّات، مثل "إسرائيل تتكلّم بالعربية"، و"إسرائيل باللهجة العراقية"، و"الصفحة العربية للمتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي"، و"أفيخاي أدرعي"، و"أخبار الجيش الإسرائيلي بالعربية"، و"i24NEWS Arabic بالعربية"، و"تايمز أوف إسرائيل بالعربية"... إضافةً إلى صفحات سفاراتها في الدول العربية، أو صفحات مؤسّسات وأفراد. تنبع خطورة هذا النمط من التطبيع من أنه ينشئ علاقةً طبيعيةً أو شبه طبيعية مع إسرائيل داخل الفضاء الرقمي العربي عبر هذه الحسابات الرسمية، أو من خلال تفاعلات فردية تبدو في ظاهرها عفوية. ويجري ذلك بطرح محتوىً ثقافيٍّ وسياحيٍّ وفنّي وتعليمي يفتح باب النقاش من أجل الوصول إلى ما يسمّيه الإسرائيليون "قواسم مشتركة"، مع تعمّد منهجي لتغييب فكرة الاحتلال، وتجاهل الاعتداءات العسكرية وجرائم المستوطنين، أو التعامل معها بوصفها أحداثاً عابرةً لا تمسّ جوهر العلاقة.
And stay updated with our latest activities, news, and publications!