حملة
22 أيار 2025، اختتم حملة - المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، مساء الأربعاء، فعاليات النسخة التاسعة من منتدى فلسطين للنشاط الرقميّ، تحت عنوان "اتّصال مقطوع: تأثير الحرب على الوصول إلى الإنترنت والحقوق الرقميّة الفلسطينيّة،" بمشاركة أكثر من 900 شخص من مختلف أنحاء العالم، واستضافة أكثر من 60 متحدثًا ومدربًا، وبالشراكة مع أكثر من 50 مؤسسة محليّة ودوليّة. عُقد المنتدى بشكل رقميّ، على مدار يومين، وجمع ناشطين وخبراء في مجال الحقوق الرقميّة، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدنيّ، وصحفيّين، ومهندسين، وتقنيّين، لمناقشة تداعيات الانقطاع الرقميّ المفروض على قطاع غزّة، وانعكاساته على التعليم، والرعاية الصحيّة، والدعم النفسيّ، والتواصل الإنسانيّ، إلى جانب بحث سبل التصدي للرقابة الرقميّة، والانتهاكات التكنولوجية والتواطؤ المؤسسي مع سياسات الاحتلال والقمع.
رصيف 22
مع استمرار حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزّة، وتصاعد العزلة الرقمية على سكانه، وفي ظلّ انهيار ما تبقّى من بنى تحتية تكنولوجية، ينطلق اليوم الثلاثاء 20 أيار/ مايو 2025، منتدى "فلسطين" للنشاط الرقمي، في دورته الجديدة، ليضع الحقوق الرقمية الفلسطينية في صدارة النقاش، ويطرح تساؤلات حاسمةً حول استعادة الوصول الرقمي، والحق في الوصول إلى المعلومات، وحرية التجمع عبر الإنترنت، وغيرها من التحديات التي تواجه الفلسطينيين، ولا سيّما في غزّة. المنتدى، الذي يجمع 60 متحدثاً من فلسطين والعالم، يناقش واقع الحقوق الرقمية تحت نيران الحرب، ويضع على الطاولة ما يُمكن تسميته بـ"الإبادة الرقمية" التي يتعرض لها قطاع غزّة بفعل التدمير المنهجي للاتصالات، وحذف المحتوى، وخنق الأصوات الفلسطينية. "سيجتمع الضيوف في جلسات حوارية محورية، تضمّ خبراء في القانون الدولي، ووزراء وأطباء ميدانيين وصحافيين وناشطين ومهندسي برمجيات -منهم وزير الاتصالات والاقتصاد الرقميّ في الحكومة الفلسطينية د. عبد الرزاق النتشة، والمقررة الخاصة في الأمم المتحدة إيرين خان، وأستاذ الطب في مناطق الصراع د. غسان أبو ستة- بهدف بحث آثار الحصار الرقمي، وسبل مقاومة الرقابة الرقمية، وإعادة تمكين المجتمعات من رواية قصصها، ومناصرة قضاياها، والتواصل مع العالم"، يؤكد جلال أبو خاطر، مدير دائرة المناصرة في مركز "حملة". وستُطرح في المنتدى الذي ينظمه المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي "حملة"، ملفات المساءلة الدولية، ودور القانون الإنساني وشركات التكنولوجيا، والأدوار الملقاة على عاتق المجتمع الدولي في منع العزلة الرقمية التي تُفاقم من حجم الإبادة في غزّة. "يهدف المنتدى هذا العام إلى التأكيد على أنّ الوصول إلى الإنترنت والحقوق الرقمية ليس رفاهيةً، بل ضرورة إنسانية، وحقّ أساسي يتيح ممارسة باقي الحقوق، بالإضافة إلى الدور الحيوي للتكنولوجيا في أوقات الأزمات، من حيث التوثيق والمناصرة والتنظيم المجتمعي، ونقل صوت الضحايا إلى العالم"، تقول زينة أبو ستة، مسؤولة التواصل في "حملة"، لرصيف22.
مدار
وظّفت إسرائيل على مدار سنوات احتلالها العديد من الوسائل والأدوات ضمن استراتيجية "إدارة سكّان الأراضي المحتلّة"، وقد شهدت هذه الاستراتيجية في السنوات الأخيرة تضميناً متزايداً للتقنيات والوسائل التكنولوجية والرقمية، والتي باتت محوراً رئيساً في هذه الاستراتيجية ضمن مراقبة وتعقّب الفلسطينيين في فلسطين الانتدابية، حيث لم تعُد هذه التقنيات مجرّد أدوات ثانوية، أو مُساعدة، بل تحوّلت- في العديد من الحالات- إلى أداة رئيسة ضمن استراتيجية شاملة تجمع بين المراقبة السيبرانية، التعرّف البيومتري ("تقنيات التعرّف على الوجه")، الذكاء الاصطناعي كأنظمة لجمع وتحليل البيانات ومعالجتها وتحليل السلوكيات باستخدام خوارزميات متقدّمة، وكان الهدف منها هو تحويل المنظومة الاستعمارية إلى صاحبة اليد العليا في السيطرة الأمنية- العسكرية، السياسية والاجتماعية على الفلسطينيين. في أعقاب هجوم طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، 2023، وبالاستناد إلى التقارير والتحقيقات الاستقصائية ذات الصلة، بات من الممكن الادّعاء بأن هذه الحرب تُعبّر عن سياق تصاعدي لتوظيف التقنيات التكنولوجية والرقمية ضمن نهج عسكري تدميري غير مسبوق، حيث يُلاحظ التوظيف المتزايد وغير المسبوق لتقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات التعلّم الآلي لتحليل كميات ضخمة من البيانات المستجدّة والسابقة في عملية تغذية مستمرّة لـ "بنك أهداف" تم تطويره على مدار السنوات الماضية، لكن بمستوى آلي أكبر يجعل من عمليات القتل الجماعي ممكنة بسرعة تفوق قدرات العنصر البشري ("معمل الاغتيالات الجماعية").
وكالة وطن للأنباء
الرقابة الرقمية على طلاب الجامعات الفلسطينية ليست مجرّد خيال. الاحتلال الإسرائيلي يمتلك سيطرة شبه كاملة على البنية التحتية للاتصالات، ما يعني أن بياناتك قد تُراقَب، تُحلّل، وتُستخدم ضدك في أي لحظة. وفقًا لتقرير مؤسسة الحق (Al-Haq)، فإن منشورات بسيطة على فيسبوك أو صور من اعتصام طلابي قد تتحول إلى 'أدلة' في محاكم الاحتلال. طلاب من جامعات مثل بيرزيت والقدس عايشوا ذلك بالفعل، وتعرّض بعضهم للاعتقال بسبب محتوى رقمي. قد يظن البعض أن طلبة الجامعات لديهم وعي كافٍ لحماية أنفسهم رقميًا. لكن الواقع يقول غير ذلك. تقرير صدر عن مركز حملة عام 2023 كشف أن معظم الطلبة لا يستخدمون تقنيات الحماية مثل المصادقة الثنائية، ولا يدركون خطورة التتبع أو بيع البيانات الشخصية. 62% من الطلبة لا يفعّلون إعدادات الخصوصية، و75% لم يتلقوا تدريبًا في الأمن الرقمي! تخيل أن تكتب منشورًا عن غزة، أو توثق اقتحام جامعتك، وفجأة: 'تم حذف المحتوى لمخالفته المعايير'! العديد من الطلبة يواجهون حظرًا أو تقييدًا لمحتواهم على منصات مثل فيسبوك وإنستغرام، حتى دون مبررات واضحة. السبب؟ خوارزميات متحيّزة، وقوانين غير عادلة تضع الصوت الفلسطيني تحت المجهر.
أخضر
تطور الإنترنت في فلسطين كان مختلفًا عن تطوره في بقية العالم العربي، وذلك لصلته الوثيقة بالاحتلال الإسرائيلي، فقطاع التكنولوجيا في إسرائيل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجيش الإسرائيلي، بسبب حاجة إسرائيل إلى السيطرة على الشعب الفلسطيني، ومن ثم لا يوجد خط فاصل بين التطبيقات العسكرية والمدنية، إذ تروج إسرائيل دائمًا فكرة الأمن الداخلي، وتتجاهل الخصوصية الفردية وحقوق الإنسان بسبب غلبة الأمن فيها على كل شيء، فعلى سبيل المثال يلعب الجيش الإسرائيلي دورًا كبيرًا في دفع الشباب الخريجين الحاصلين على أعلى الدرجات إلى مجال التكنولوجيا وتجنيدهم للانضمام إلى الوحدة 8200 الخاصة بالحرب الإلكترونية، وغيرها من الوحدات التي تعتمد على التكنولوجيا، وفي العموم يشكل الجنود والمحاربون القدامى في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي 90% من قطاع التكنولوجيا، ونحو 60% من عموم السكان! وبناءً على ذلك تُسيطر إسرائيل -وبالتحديد الجيش الإسرائيلي- على كل شيء يتعلق بالتكنولوجيا، وللتخلص من السيطرة المادية للاحتلال، هرب الفلسطينيون إلى الواقع الافتراضي، ومن ثم فإن الإنترنت بالنسبة إلى الفلسطينيين ليس مجرد أداة للتواصل الاجتماعي والترفيه، بل أداة مهمة للتأثير في السردية الإسرائيلية في ما يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن هنا يُعد الإنترنت أداة من أدوات النضال الفلسطيني ضد الهيمنة الإسرائيلية، ووسيلة فعالة لتجاوز العقبات المادية على الأرض كنقاط التفتيش والحواجز والجدار العنصري العازل، لذلك في أثناء الحرب على غزة في صيف عام 2014م، ظهر هاشتاج #إسرائيل_تحت_القصف وهو مُوالٍ لإسرائيل، وفي المقابل ظهر هاشتاج #أنقذوا_غزة الموالي للفلسطينيين الذي دفع بالنشاط السياسي الفلسطيني إلى العالم الافتراضي، ومن ثم استطاع الهاشتاج الفلسطيني التأثير في السردية الإسرائيلية، وكشف فظائع الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.
الشرق الأوسط
في خطوة تُعد الأولى من نوعها، أقرت شركة «مايكروسوفت» الأميركية بتقديم خدمات حوسبة سحابية وتقنيات ذكاء اصطناعي للجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية الأخيرة في قطاع غزة، موضحة أن هذه التقنيات أسهمت في جهود تحديد مواقع وإنقاذ رهائن إسرائيليين، دون وجود أدلة على استخدامها لاستهداف المدنيين الفلسطينيين. وفقاً لصحيفة «إندبندنت». الإقرار جاء في منشور رسمي غير موقع على موقع الشركة، ويُعتقد أنه أول اعتراف علني من «مايكروسوفت» بعلاقتها المباشرة بالنزاع الدائر منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، في أعقاب هجوم لحركة «حماس» أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل. وتزامن هذا البيان مع تصاعد الانتقادات والضغوط الداخلية على الشركة، لا سيما من موظفين سابقين وحاليين، حيث أشارت «مايكروسوفت» إلى أنها فتحت تحقيقاً داخلياً واستعانت بجهة خارجية مستقلة لمراجعته، دون الإفصاح عن اسم تلك الجهة أو نتائج التحقيق. بحسب وكالة «أسوشييتد برس»، شهدت الشهور التي أعقبت الهجوم تصاعداً غير مسبوق في استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية من قبل إسرائيل، بلغ ما يقرب من 200 ضعف مقارنة بالفترة السابقة. وتستخدم القوات الإسرائيلية منصة «أزور» التابعة لـ«مايكروسوفت» في تحويل البيانات المستقاة من وسائل المراقبة إلى نصوص مترجمة، تُحلل وتُستخدم لاحقاً في أنظمة الاستهداف المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
And stay updated with our latest activities, news, and publications!