Hamleh - انقطاع كامل للإنترنت يمتد في كافة أنحاء غزّة، مهددًا بانهيار شامل في خدمات الاتصالات
|
|

انقطاع كامل للإنترنت يمتد في كافة أنحاء غزّة، مهددًا بانهيار شامل في خدمات الاتصالات

2025/06/12
Latest News
انقطاع كامل للإنترنت يمتد في كافة أنحاء غزّة، مهددًا بانهيار شامل في خدمات الاتصالات

12 حزيران 2025 – تدخل غزّة اليوم يومها الثالث على التوالي في أزمة اتصالات متصاعدة. بدأ الانقطاع في 10 حزيران مع استهداف العمود الفقري الرئيسي للألياف الضوئية الذي يربط مدينة غزّة وشمال غزّة، مما أدى إلى انهيار كامل في خدمات الإنترنت وخطوط الهاتف الأرضية في تلك المناطق. واعتبارًا من 12 حزيران، امتدّ الضرر ليشمل محافظات الوسط والجنوب، بعد تدمير آخر مسار فعّال للألياف الضوئية، وفقًا لما أكدته الهيئة الفلسطينية لتنظيم قطاع الاتصالات.

تشهد غزّة اليوم انقطاعًا تامًا لجميع خدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة عبر القطاع بأكمله. في حين لا تزال بعض خدمات الهاتف المحمول تعمل بشكل محدود، إلا أنها تحت ضغط هائل ومهددة بالانهيار الوشيك. لا يوجد أي مسارات احتياطية متبقية ضمن بنية الاتصالات التحتية في غزّة، ما يعني أن أي خلل إضافي يؤدي إلى انهيار كامل دون قدرة على التعافي. وتؤكد مصادر مطلعة لـ "حملة" أن مزودي خدمات الاتصالات غير قادرين على تنفيذ أعمال الصيانة الأساسية بسبب نقص المواد البديلة الناتج عن الحصار المتواصل، إلى جانب العوائق المنهجية من جانب قوات الاحتلال، التي تمنع وصول الطواقم الفنية إلى البنية التحتية المتضررة وترفض إدخال المعدات اللازمة.

كما يعمل موظفو الصيانة في ظروف بالغة الخطورة. إذ إن أكثر من 78% من مساحة قطاع غزّة صنّفها الاحتلال مناطق خطرة خاضعة لأوامر إخلاء قسري أو عمليات عسكرية نشطة. يتوجب على فرق الصيانة التنسيق مع منظمات دولية لدخول المناطق المتضررة بأمان، إلا أن هذه التنسيقات موقوفة حاليًا، ما يجعل دخول هذه المناطق دون حماية تهديدًا حقيقيًا لحياة الطواقم.

هذه الأزمة المتصاعدة تنذر بعواقب إنسانية وخيمة. أكثر من مليوني فلسطيني في غزّة يعيشون الآن في عزلة رقمية تامة. ووفقًا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني:  "نواجه صعوبة كبيرة في التواصل مع طواقمنا في قطاع غزة جراء انقطاع كامل في خدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في القطاع عقب استهداف مباشر لخطوط الاتصالات من قبل قوات الاحتلال. كما تواجه غرفة عمليات الطوارئ صعوبة في التنسيق مع المنظمات الأخرى للاستجابة للحالات الإنسانية العاجلة."

هذه ليست مجرّد مشكلة تقنية، بل استراتيجية ممنهجة للإقصاء الرقمي والعزل القسري، وهي جزء من حملة أوسع من التهجير والهيمنة ونزع الإنسانية. ومع تفاقم الأزمة، يرتفع الطلب بشكل كبير على أدوات الاتصال البديلة مثل شرائح "e-SIM" التي يستخدمها المدنيون والصحفيون للاتصال بإشارات ضعيفة قرب الحدود.

تدعو حملة "حملة" المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، وهيئات تنظيم الاتصالات إلى اعتبار هذا الانقطاع حالة طارئة تستدعي تدخلاً فوريًا. يجب استعادة الاتصال في غزّة بشكل عاجل، وضمان وصول آمن لفرق الصيانة، وحماية الحق في الاتصال، إذ لا يمكن لأي استجابة إنسانية أن تنجح دون توفر الاتصالات الأساسية.

#لنُعِد_الاتصال_لغزة