التقت مؤخرا، في مقر مؤسسة "حبر" في عمّان- الأردن، مجموعة من المؤسسات العربية الناشطة في مجال الإعلام الاجتماعي، من أجل خلق فرصة للالتقاء بين مجموعة من الأشخاص والمؤسسات ذوي التأثير في العالم العربي من خلال منصات الإعلام الاجتماعي، ومن أجل خلق سبل تواصل وبناء تعاون ومشاريع مشتركة على المستويين المحلي والإقليمي، بما في ذلك تبادل خبرات واطلاع معمق على تجارب كلّ مؤسسة وعلى الجانب المحلي لكلّ دولة. وكان قد دعا "حملة- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي" الفلسطيني كلا من المؤسسات التالية للمشاركة في اللقاء؛ مؤسسة "سميكس" من لبنان، مؤسسة "تعبير" من تونس، مؤسسة "أضف- مؤسسة التعبير الرقمي العربي" من مصر، راديو "سوريالي" من سوريا، مؤسسة "حبر" ، تلفزيون الإنترنت "عرمرم" و"خرابيش" من عمّان وحملة "انتفاضة المرأة في العالم العربي".

قبل بداية اعمال اليوم الاول قُدمت تحية الى روح المهندس علي شعث قبل بداية جدول أعمال اليوم الأول للقاء، اختارت منسقة اللقاء رشا حلوة أن يتم تقديم تحية تكريمية إلى روح المهندس علي شعث، مؤسس "أضف- مؤسسة التعبير الرقمي العربي"، و أحد رواد البرمجيات الحرة في الوطن العربي من خلال الاستماع إلى قراءة بصوته لشعر طاغور، والذي يتحدث عن الحرية. ومن ثم، قدمت كلّ مؤسسة من المؤسسات المشاركة عرضا تعريفيا مسموعا ومرئيا من قبل الممثلين عنها في اللقاء، وختاماً لليوم الأول، تم تخصيص بعض الوقت للعصف الذهني الفردي، من أجل تقديم اقتراحات لمواضيع وقضايا مهمة في سياقها المحلي والمرتبطة مع الإقليمي والقابلة للترجمة إلى مشاريع، يكون فيها الإعلام الاجتماعي وسيطاً فعالاً ومؤثراً.

حلوة: "نعمل على ايجاد فرصة للعمل على انتاجات تصب في مصلحة قضيتنا" وفي حديث مع منسقة اللقاء وهي من طاقم مركز "حملة"، حول اللقاء وأهميته، قالت: "منذ تأسيس "حملة"، قرر المركز أن يعمل على مستويين؛ الأول هو فلسطيني ومع كلّ فلسطين التاريخية وأماكن تواجد الفلسطينيين في الوطن والشتات، بحيث أصبحت منصة الإعلام الاجتماعي عبارة عن عالم يجمعنا داخله رغم الحدود والحواجز، وبالتالي هي فرصة للعمل على إنتاجات مشتركة تصب في قضيتنا وناسنا، والمستوى الثاني هو التشبيك مع مؤسسات ناشطة في الاعلام الاجتماعي في المنطقة العربية، من جهة لضرورة تبادل الخبرات المهمة والتي أثرت ما قبل الثورات العربية ولا زالت تؤثر حتى يومنا هذا، ومن جهة ثانية ضرورة العمل على مشاريع مشتركة تمس المحور المحلي وكذلك الإقليمي".

في اليوم الثاني توسع النقاش واسفر عن اختيار موضوعين لبناء مشاريع حولهما في اليوم الثاني للقاء، استمر النقاش حول اقتراحات لمواضيع المشاريع التي ستعمل عليها المجموعة، وتحول النقاش إلى أكثر تفصيلاً وتوسعاً، مما أسفر  عن اختيار موضوعين لبناء مشاريع حولهما، الموضوع الأول هو ""تقاطع الثقافات الشعبية في العالم العربي" و الموضوع الثاني "حريات وحقوق المواطن الرقمية في العالم العربي"، وخلال ساعات اليوم، عملت المجموعتان على التفصيل والتحديد للمشروع حسب الأهداف وجمهور الهدف، والفعاليات والوسائط المستخدمة والجدول الزمني وما إلى ذلك.

وفي حديث مع كارولين أيوب من سوريا ومؤسسة راديو سوريالي، عن أهمية هذا اللقاء، قالت:"أعطاني هذا اللقاء دفعة تفاؤل وإصرار، بأنه حين يلتقي الشباب العربي يستطيع أن يصنع المعجزات. وكل الشكر والفضل دائماً لفلسطين التي تجمعنا على الحلو والمرّ". حلاوة: "الاعلام الاجتماعي في فلسطين تغلب عليه الصبغة السياسية" أما حول أهمية هذا اللقاء على مستوى فلسطين والإعلام الاجتماعي فيها، قالت تالا حلاوة من طاقم مركز "حملة" في رام الله:"يغلب على التجربة الفلسطينية في الإعلام الاجتماعي صبغة سياسية وفي غالبها عشوائية وغير منظمة، لذلك وجدت في هذا اللقاء فرصة للتعرف على تجارب عربية إقليمية غنية ومتنوعة من حيث المحتوى والأداء والإخراج؛ هذا المجال حديث نسبياً وأي تجربة أو لقاء أو حتى حوار شخصي يعتبر إضافة نوعية وفرصة للتعلم وتبادل الخبرات، على أمل أن نستطيع يوماً ما استخدام الإعلام الاجتماعي بأفضل صورة لخدمة قضايانا كفلسطينيين".

وبما يتعلق بموضوعي المشروعين المقترحين للعمل عليهما، قال عمرو جاد من مؤسسة "أضف- مؤسسة التعبير الرقمي العربي" من مصر: "أهم ما في اللقاء هو ما تم الاتفاق عليه من مشروعات وحملات مستقبلية سيتم العمل عليها في إطار  زمني محدد من خلال وسائل الإعلام الاجتماعي. بحيث تتلاقى اهتمامات المشاركين ومبادراتهم والمؤسسات العاملين فيها حول تلك الموضوعات التي يهتم بها المشاركين بشكل عفوي". من الجدير بالذكر أن وصل عدد المشاركين في اللقاء إلى 17 مشاركاً بالإضافة إلى ممثلتين عن "الكويكرز"، حيث حضر مندوبين اثنين عن معظم المؤسسات القادمة من خارج الأردن، عدا عن مندوبي "حملة- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي" والذي وصل عددهم إلى 6 مشاركين؛ 4 من الداخل واثنين من الضفة الغربية، وتعذر حضور المشاركة من غزة بسبب إغلاق معبر رفح. وتميز اللقاء بالجوّ الممتع والإلتزام والنشاط في العمل وبناء المشاريع، حيث ستكمل المجموعة عملها على المشاريع المقترحة إلى أن ترى الضوء عبر وسائط الإعلام الاجتماعي وعلى أرض الواقع خلال الفترة القريبة.