جريدة القدس
بينما تتداعى الحدود بين الواقعي والافتراضي، تتحول "ميتا" من خلال التحكم بإنتاج المواد الرقمية ضمن مقبولية أيديولوجية، إلى ما وصفه ميشيل فوكو بالشكل الحداثي للسلطة التأديبية، والذي لا يمارس السلطة عبر القمع المباشر أو المواجهة المعلنة، بل من خلال قوة ناعمة تراقب دون أن تُرى، توجه دون أن تأمر، وتصنع الانضباط الاجتماعي من خلال المحفزات والعقوبات. وضمن هذا النسق التأديبي، وعبر تهجين ثقافي طويل الأمد، تُعيد ميتا تشكيل الهويات الرقمية من خلال عملية دقيقة من النمذجة المعيارية أو الاخضاع لسلطة المعيار التي تحددها، ويُصنَّف الأفراد بموجيها بناءً على سلوكهم الرقمي الفعلي والمفترض. وحتى تغطي كل المخالفات لشروط الاستخدام التي يُراد حصرها ومنعها، قامت "ميتا" بعمل تصنيف متواز للجرائم والعقوبات بحيث ترتبط الجريمة عادة بفكرة عقوبة محددة - تقترن بمزعِجاتٍ أو تنبيهاتٍ واضحة، إلى جانب فردنةٍ العقوبات لتتلاءم مع الطباع الفردية عند كل مستخدم، ولتتواءم مع تكرار المخالفة أو الجريمة. فهناك رابط مباشر بين الجريمة والعقوبة لا يمكن نقضه أو العودة عنه. يختلف الأمر بالنسبة للعقوبات على خلفية النية كما في هذا الاقتباس من سياسات المحتوى" أو تصريحات طموحة"، أو "إلا عندما يتم مشاركتها في سياق الخلاص أو الدفاع عن النفس أو عندما يرتكبها أفراد إنفاذ القانون أو الجيش أو أمن الدولة"، حيث يتم تحرير هذه المخالفات من خلال الافراج الشرطي كما في الجرائم العادية، ما يولد المزيد من الخوف والرقابة الذاتية.
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
في صورةٍ التُقطت خلال أول لقاء عمل بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة الأركان الجديد إيال زامير، ظهر كتاب لافت على طاولة الاجتماع يحمل عنوان "الوحدة X: كيف يعمل البنتاغون ووادي السيليكون على تغيير مستقبل الحرب"، ويكتسب هذا الكتاب أهميته من كونه يقدم تحليلاً عميقاً لما يمكن أن يُعدّ أهم تحول عسكري وتكنولوجي منذ العصر النووي. ويقدم هذا الكتاب، الذي ألّفه راج إم شاه وكريستوفر كيرشوف – وهما من مهندسي وحدة الابتكار الدفاعي (DIU) في وزارة الدفاع الأميركية – رؤية شاملة لمستقبل الحرب في عصر التحول الرقمي، ويمثل خارطة طريق عملية لبناء منظومة قتالية حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، عبر تسخير التقنيات المدنية وتحويلها إلى أدوات تُستخدم في ميادين الحرب. وقد أجمع خبراء في مجالات الأمن القومي والتكنولوجيا على أن الكتاب يمثّل مرجعاً أساسياً لفهم التحول العميق في الطريقة التي يتعامل بها الجيش الأميركي مع التكنولوجيا والابتكار، فهو لا يكتفي بتوثيق الأحداث، بل أيضاً يقدم سرداً دقيقاً لمعركة معقدة ضد البيروقراطية المتجذرة داخل البنتاغون، انتهت بتأسيس "الوحدة X" التي تسعى لإعادة رسم ملامح الردع العسكري، وتجهيز الولايات المتحدة لمستقبل الحروب العالية التقنية.
الشروق
نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالًا للكاتب يونس السيد، تناول فيه ما جاء فى تقرير صدر عن صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا حول استخدام إسرائيل تقنية الذكاء الاصطناعى فى حربها الحالية على قطاع غزة، وتحويل الأخير لحقل تجارب لكل أنواع الأسلحة التكنولوجية.. نعرض من المقال ما يلى: قد يكون من المبكر معرفة كل الأسلحة الحديثة والتقنيات المتطورة التى استخدمتها إسرائيل فى حربها على قطاع غزة، لكن من الثابت أن القطاع كان ولا يزال ميدان اختبار لشتى أنواع التكنولوجيا المتطورة بما فى ذلك الذكاء الاصطناعى، وفق ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا. والثابت أيضًا أنه فى تاريخ الحروب الحديثة لم تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعى على هذا النحو الواسع النطاق، كما استخدمتها إسرائيل فى حربها على غزة، إلى الحد الذى بدأ يثير مخاوف من انتشار هذه التقنية عالميًا. ووفقًا للتقارير، فقد طورت إسرائيل تقنية الذكاء الاصطناعى، التى تشمل أنظمة لتحديد المواقع، وتوجيه الغارات، والتعرف على الوجوه، وتحليل المحتوى العربى بالصوت والصورة، قبل نحو عقد من الزمن، لكنها لم تستخدمها فى ساحات القتال من قبل، وإن كانت قد طورت هذه التقنية فى منظومات الدفاع الجوى، مثل «القبة الحديدية» والمسيرات وغيرها. وبحسب ما كشفته التقارير، فقد تسارعت عملية تطوير تقنية الذكاء الاصطناعى بعد هجوم السابع من أكتوبر من خلال الوحدة المعروفة باسم 8200، مستفيدة من خبرات جنود الاحتياط الذين كانوا يعملون فى شركات تقنية كبرى، مثل جوجل، مايكروسوفت، وميتا. كانت نقطة البداية، وفق الصحيفة، عملية اغتيال القيادى فى «حماس» إبراهيم بيارى، بعدما فشلت الاستخبارات الإسرائيلية فى تعقبه داخل شبكة الأنفاق، حيث لجأت إلى أداة صوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعى، سمحت بتحديد موقعه التقريبى استنادًا إلى تحليلات صوتية لمكالماته، ومن ثم اغتياله بغارة جوية ومعه 125 مدنيًا، بحسب منظمة «إيروورز» البريطانية المتخصصة فى رصد ضحايا الصراعات.
المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية
كشفت حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عن عمق العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، باعتبارها علاقة استراتيجية تجاوزت الأطر التقليدية، لتشمل مجالات الاستخبارات، والتسليح، والتمويل العسكري والاقتصادي. فقد ظهرت واشنطن خلال هذه الحرب كفاعل مباشر وشريك ميداني، عبر تأمين غطاء دولي للممارسات الإسرائيلية، وتسريع عمليات نقل الأسلحة، وتقديم حزم مالية ضخمة لإسرائيل؛ بل وحتى المشاركة في الاجتماعات العسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية. وقد بلغت القيمة الإجمالية للمساعدات الأميركية لإسرائيل، منذ اقامتها وحتى حرب الإبادة، أكثر من 158 مليار دولار، تضمنت دعماً اقتصادياً، ومساعدات عسكرية، وتمويلاً لمشاريع استراتيجية حيوية كمنظومات الدفاع الصاروخي. وفي مطلع حرب الإبادة المستمرة، صادق الكونغرس الأميركي في عهد بايدن على رزمة من المساعدات بقيمة 26 مليار دولار، تضمّنت 14 ملياراً للتسليح والأنظمة الأمنية، و9.2 مليار تحت بند "المساعدات الإنسانية". في هذا السياق، لا تبدو العلاقة بين الطرفين ذات اتجاه واحد. فإسرائيل، من جانبها، توفّر للولايات المتحدة بيئة اختبار عملي لتقنيات عسكرية متقدمة، كما ترفد المؤسسة الدفاعية الأميركية بخبرات ميدانية تراكمت من خلال التجربة في قتال الفلسطينيين والعرب. تستعرض هذه المساهمة، ورقة بحثية صادرة عن "مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي" بتاريخ 27 نيسان 2025، بعنوان: "مساهمة التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية في الجيش الأميركي: استجابات لتحديات الأمن الإسرائيلي التي تم تبنيها في ساحات القتال الأميركية"، من إعداد جون سبنسر وليام كولينز[2]. والتي تُسلّط الضوء على آثار التجربة العسكرية الإسرائيلية في صياغة العقيدة القتالية والتسليحية والأداء الميداني للجيش الأميركي.
And stay updated with our latest activities, news, and publications!