اصدارات
تغطية قضايا الحقوق الرقمية: دليل للصحفيين حول تغطية قضايا الحقوق الرقمية

2021-06-24

تفقدوا التقرير كاملاً

طيلة عام 2020، تابع حملة - المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي الاجتماعي التقارير الإخبارية المحلية والدولية التي تغطي قضايا وانتهاكات الحقوق الرقمية في فلسطين. ساعد ذلك فريق حملة على تحديد الأنماط والاتجاهات في التقارير المنشورة عن الحقوق الرقمية، وتطوير فهم دقيق لنقاط القوة والضعف لدى الصحفيين في هذا المجال، فضلاً عن الفرص والقيود التي تشكل وتحكم التقارير المنشورة عن هذا الموضوع في فلسطين والعالم.

ضمن فعاليات منتدى فلسطين للنشاط الرقمي بنسخته الخامسة، استضاف حملة ورشة عمل مع الدكتور فيليب دي سالفو، صاحب الخبرة الطويلة في إعداد التقارير حول الحقوق الرقمية. وأجرى دي سالفو بحثًا مكثفًا حول أفضل الممارسات للصحفيين المتخصصين بالحقوق الرقمية.

في ورشة العمل، شارك دي سالفو مع حملة والمشاركين/ات في المنتدى مجموعة واسعة من الأدوات الرقمية، بالإضافة إلى المصادر الرقمية وغير الرقمية لمساعدة الصحفيين في عملهم لتغطية قضايا الحقوق الرقمية.

في هذه المادة، نشارك الدروس الرئيسية التي تعلمناها من متابعتنا الحثيثة للتقارير الإخبارية حول الحقوق الرقمية الفلسطينية. ومن تجربة شركائنا وحلفائنا الذين يعملون على قضايا مماثلة في مختلف السياقات وعديدة. نسعى من خلال هذا الدليل لنشر المعرفة التي راكمناها خلال الأعوام الماضية ضمن مجموعة متنوعة من السياقات والخلفيات، ومشاركة كل ذلك مع الشركاء النشطين على الأرض على شكل أفضل الممارسات التي تصب في تحسين التغطية الإخبارية لتكون أكثر إنصافًا، تأثيراً وقدرة على التأثير في المجتمعات وإحداث تغيير إيجابي على أرض الواقع.

كن واعياً لأهمية دورك

ينقسم دور الصحفيين/ات الذين/اللواتي يعدون تقارير عن انتهاكات الحقوق الرقمية والقضايا ذات الصلة إلى شقين أساسيين. أولاً، إن الصحفيين/ات عامل مهم في تحقيق الشفافية والمساءلة التي نفتقدها في عالمنا اليوم، حيث أننا نعيش في عالم رقمي تحدده التكنولوجيا ويحكمه الشركات والسلطات التي قد تنتهك الحقوق الرقمية لمستخدميها. بعبارة أخرى، تفتقر الشركات التكنولوجية إلى الشفافية، ويرفض مزودو الإنترنت إتاحة المعلومات، كما تسيء السلطات استخدام سلطتها مما يتسبب بانتهاك حقوق المواطنين/ات، وعليه، فإن الصحفيين/ات مسؤولون/ات أكثر من غيرهم/ن عن إتاحة المعلومات ورفع الوعي وتوثيق وتسليط الضوء على الانتهاكات وسوء المعاملة. ثانياً، إن دور الصحفيين/ات أساسي في تحريك الوضع العام والضغط على صانعي القرار لمراجعة وإصلاح البنى والسياسات الحالية التي تنتهك الحقوق الرقمية للمستخدمين. وعليه من المهم أن يكون الصحفي/ة واعياً/ة لهذا الدور وأن يكون أساس أي عمل صحفي يقوم به، وتحديداً في مجال الحقوق الرقمية.

التواصل وتنويع المصادر

بالنظر إلى أهمية المعلومات والبيانات التي تحكم العالم الرقمي بواسطة شركات التكنولوجيا والحكومات، فإن "التعاون والتواصل" هو ركيزة للصحفيين/ات ليكونوا/ليكن قادرين/ات على جمع المعلومات ومشاركتها بنجاح وأمان مع الجمهور. على وجه التحديد، ننصح بأن يتواصل الصحفيون/ات وأن يعملوا بشكل متواز مع الباحثين/ات ومعاهد البحث والناشطين/ات والمنظمات القاعدية، وكذلك المنظمات الدولية التي يمكنها توفير مصادر إضافية للمعلومات، بالإضافة لتقديم الحماية والدعم وحتى المشورة، التي من شأنها أن تساعد الصحفيين/ات على تقديم المزيد من المعلومات والوصول إلى جماهير أكبر وبالتالي إحداث تأثير أكبر.

نشير إلى أهمية ذلك خاصة في الأماكن التي يتم فيها انتهاك حق المستخدمين بحرية التعبير على الإنترنت من خلال اعتقالهم أو احتجازهم بتهم مثل "التشهير" أو "تهديد الأمن القومي" أو التورط في شكل من أشكال "الإرهاب". في معظم الأحيان، يبذل الصحفيون/ات الجهد بمفردهم لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه الاعتقالات. ومن خلال مراقبتنا لوسائل الإعلام، لاحظنا قلة في التقارير التي تشير إلى الاعتقالات على أنها انتهاك للحقوق الرقمية، بينما أشارت غالبية التقارير إلى أسباب أكثر وضوحًا وارتباطاً بجوانب تقنية بحتة، مثل تقنيات المراقبة. وعليه،يصبح التعاون في هذه الحالات ملحاً، حيث يميل النشطاء/الناشطات ومنظمات المجتمع المدني إلى التحقيق والكشف عن هذه المعلومات.

بالإضافة إلى الباحثين/ات والناشطين/ات، نوصي الصحفيين/ات باستخدام عمل المبلغين عن المخالفات والمتسللين (الهاكرز) والتقنيين لدعم تقاريرهم. في حين أن المبلغين عن المخالفات والهاكرز يمكن أن يساعدوا الصحفيين/ات في الوصول إلى المعلومات حول الشركات التكنولوجية والحكومات التي يصعب الوصول إليها بطرق أخرى، يمكن أن يكون التقنيون/ات مفيدون/ات جدًا للصحفيين/ات كونهم يفهمون المجال، ويستطيعون الوصول إلى أدوات متقدمة تساعد الصحفيين/ات في تقاريرهم وتوسيع نطاق وصولهم. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى ضرورة أن يحذر/ تحذر الصحفيين/ات عند التعامل مع هذه المصادر، كونها قد تجلب عواقب قانونية، خاصة في التعامل مع الهاكرز.

فكر محليًا وابدأ بقصتك الخاصة

على الرغم من أهمية كشف الفظائع والانتهاكات على مستوى عالمي، خاصة في ظل عالمية العنف الذي نواجهه على الفضاء الرقمي، إلا أن القصص المحلية لها تأثيرها أيضاً، حتى على مستوى العالم. عند تركيزك على القصص القريبة، يصبح باستطاعتك ملاحظة وكشف المزيد، وبذلك تستطيع خلق قصة محلية قوية ومؤثرة، قادرة على الوصول إلى جمهور أكبر أحياناً، وقادرة على التأثير بشكل أعمق في الناس، مما يعني تأثيراً أكبر يخترق الحواجز والحدود.

سلط الضوء على القضايا المهمشة والأصوات المسكتة

في حين أنه من المهم للصحفيين الانتباه إلى الموضوعات الرائجة في فترات زمنية محددة وسياقات معينة، إلا أنه من المهم أيضًا التفكير فيما لا يتم الحديث عنه وأسباب ذلك، والبحث عن المجموعات التي لا تعبر عن ذاتها وعن المواضيع التي يتم التحدث عنها بشكل أقل. حيث أن المجموعات المهمشة قد تكون هي التي تواجه العنف الأكبر. على سبيل المثال، تجد الفئات المهمشة في مجتمعات معينة، مثل الفقراء والنساء وأعضاء مجتمع الميم، صعوبة في التحدث عن العنف الذي يواجهونه عبر الإنترنت. وقد رصدنا من خلال خلال متابعة وسائل الإعلام أن 15٪ فقط من التقارير تتناول قضايا التمييز، بينما ركزت الشركات الكبرى على قضايا الرقابة وتقنيات المراقبة. وفي حالات أخرى، يمكن للأنظمة القمعية أن تحد من نطاق التقارير الإخبارية التي يمكن للصحفيين/ت المحليين/ات إعدادها حول قضايا محددة، مثل الاعتقالات والرقابة.

من خلال البحث، وجدنا أن 3.5٪ فقط من التقارير تتناول الحالات التي حُرم فيها المستخدمون من حقوقهم في التجمع وتكوين الجمعيات، والتي غالبًا ما تكون حالات تم تصنيفها على أنها "تهديد للأمن القومي". في العديد من هذه الحالات، وبما أن معظم الصحفيين/ات المحليين/ات غير قادرين على الإبلاغ عما يحدث، قد يتمكن آخرون في مواقع وسياقات أكثر أمانًا من الإبلاغ عنها. لذلك نوصي الصحفيين/ات بالانتباه الدائم إلى ما يتم تعتيمه وتهميشه و بهدف تقديم تقارير صحفية أكثر إنصافًا ومسؤولية وتأثيرًا.

 احرص على سلامة الأفراد

قد يحتاج الصحفيون/ات في تحقيقاتهم إلى مقابلة مجموعة متنوعة من الأشخاص لمعرفة المزيد عن الانتهاكات، للتمكن من تقديم تقارير مفصلة وذات مرجعية، ومن المهم الحفاظ على سلامة هؤلاء الأفراد. على سبيل المثال، عندما يُطلب من الصحفي/ة عدم الكشف عن هوية الشخص أو عندما يمكن أن تتعرض سلامة الفرد للخطر، يجب على الصحفيين/ات الالتزام بعدم الكشف عن المعلومات الشخصية لمصادرهم أو موضوعات التقارير، وكذلك الحرص على عدم تقديم الكثير من المعلومات عن الأفراد، التي يمكنها أن تقود السلطات إلى هويات الأفراد وتعرضهم للخطر. الهدف الأساسي للصحافة الأخلاقية هو تحقيق واقع أفضل للمجتمعات، ويأتي ضمن هذا الهدف الحفاظ على سلامة الناس.

انضم/ي لقائمتنا البريدية

وابقى/ي على اطلاع بأحدث أنشطتنا، أخبارنا، وإصداراتنا!