تحت عنوان "تجاهل قضية قتل النساء، عودة للجاهلية"، أطلقت جمعيتا "الشباب العرب - بلدنا" و"كيان - تنظيم نسوي"، هذا الأسبوع، حملة إعلامية مبتكرة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أدارتها وأنتجتها جمعية "حملة- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي"، كخطوةٍ إضافيةٍ في مسار مشروعهما المشترك، بهدف التغيير المجتمعي ومناهضة ظاهرة قتل النساء، بل واقتلاعها.
استندت الحملة في توجهها الإستراتيجي إلى بحث ميداني نُشرت نتائجه المقلقة في منتصف العام المنصرم، لفحص مواقف الشبيبة الفلسطينية من ممارسات العنف ضد النساء، والتي يتمثَّلُ أوجها في ظاهرة قتل النساء في المجتمع الفلسطيني.اعتمدت الحملة على المستوى الفني توجهًا غير مألوف في حملات تتناول هذه القضايا الاجتماعية، حيث أطلقت في المرحلة الأولى صفحة فيسبوك "مفبركة" تنادي بـ"مناهضة قتل الرجال بحجة شرف العائلة" بهدف جذب أكبر عدد من المتصفحين والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس تأسيسًا لانطلاق المرحلة الثانية من الحملة، والتي تقدم حقائق ومعطيات مأساوية عن ظاهرة قتل النساء. في هذا الصدد، قال رازي نجار، واضع الخط الإبداعي للحملة: "أمام معطيات قاسية، كمقتل ما يقارب ال 90 امرأة في السنوات العشر الأخيرة وتأييد 55% من الشبيبة لقتل النساء، وأمام حقيقة أننا نعيش في مجتمع لا مبالي، تبنّينا لأنفسنا مبدأ "نحن نكذب كي نروي الحقيقة"، وبالتالي قمنا بإطلاق صفحة فيسبوكية مزيفة شملت تصاميم وفيديوهات مناهضة لقتل الرجال ولاقت رواجًا وتجاوبًا كبيرين لدى جمهور الهدف الذي عنينا بإيصال رسالتنا إليه".
وقال مدير جمعية "بلدنا"، نديم ناشف: "تأتي هذه الحملة استمرارًا لمشروعٍ تربويٍ جماهيريٍ تهدف من خلاله جمعيّتا "بلدنا" و"كيان" لرفع الوعي الاجتماعي حول قضية العنف الممنهج ضد المرأة من خلال طرحٍ غير تقليدي وعبر الرؤية بمنظارٍ معاكسٍ طامحين للتغير والتأثير على مختلف الشرائح الاجتماعية التي تدعم بطرق مباشرة أو غير مباشرة ظاهرة العنف ضد النساء وفي حالاتٍ أخرى قتل النساء".وأضافت مديرة جمعية "كيان"، رفاه عنبتاوي: "ضمن ما نعمل عليه في كيان من اجل الحد من جميع أشكال التمييز الجندري، يأتي المشروع المشترك مع بلدنا ليعزز ما نقوم به لوضع حدٍ للعنف ضد النساء، مع التركيز على قتل النساء. فنحن نرى بالشراكة والتعاون مع "بلدنا" غايةً في الأهمية، إيمانًا منا بأن تغيير واقع المرأة عامةً والحد من ظاهرة قتل النساء خاصةً، لا يقتصر على الجمعيات النسوية، بل هي مسؤولية كافة الأطر والمؤسسات والمجتمع عامةً، وأتت هذه الحملة لتسلط الضوء على قضيةٍ ما زالت مهمشة ولا يتم التعامل معها بجدية من قبل المجتمع بكافة هيئاته ومن قبل الدولة ومؤسساتها.يُذكر أن نشاط الجمعيتان في هذه القضية لا يتوقف هنا، بل ترافقه نشاطاتٌ تربوية جماهيرية، نسائية وشبابية، في ثمانية بلدانٍ عربيةٍ حتى الآن، للعمل على رفع الوعي الإجتماعي والعمل على مستوى الحقل، للحد من ممارسات القتل والجريمة عامةً وقتل النساء بشكلٍ خاص.
تابعونا على موقع الحملة