بمبادرة حملة- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، أقيمت يوم أمس السبت (2 آيار 2015)، جولة ميدانية توثيقيّة في قرية "دهمش" غير المعترف بها، والتي تتعرّض لسلسلة من قضايا الهدم، والحرمان من التراخيص، بحجة البناء غير المرخص، إلا أنّ أهالي قرية دهمش يؤكدون أنّ الهدف الأساسي هو استهدافهم كونهم عربًا، ولا يُسمح لهم بالعيش في ظروفٍ سكنية وإنسانية مقارنةً باليهود الذين يعيشون في أحياءٍ سكنيّة راقية، وفي عماراتٍ شاهقة تحصل على جميع التراخيص والتسهيلات.
وتأتي الجولة الميدانيّة، التي تمّ تعزيزها من خلال نشر بوستات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، شارك بها فلسطينيون ومتضامنون من العالم، تشمل صورًا وستاتوسات ومقالات وفيديوهات مختلفة تحت هاشتاج # واحد، أو معنىً واحد، لجملٍ مختلفة، وجميعها يتحدث عن ضرورة التضامن مع الأحياء العربيّة في منطقة المركز، وبينها دهمش، التي وصلت إليها مجموعة من نشطاء "حملة" بهدف تعزيز دعمهم، ومساندة العائلات التي تتصدى لأوامر الهدم الصادرة بحقهم.من بين التغريدات والبوستات التي تمّ نشرها:·القرية تأسست قبل الدولة #بدهمش_يعترفوا·٧٠ بيت عنوان واحد #بدهمش_يعترفوا·#دهمش- النكبة مستمرة!·
#دهمش اثبات بأن النكبة مستمرة·#وين في 70 بيت تحت نفس العنوان؟ بدهمش.·#القانون مش قانوني، بدهمش.ويذكر ان دهمش هي قرية فلسطينية تقع في مناطق ال 48 وهي تواسط مدينتي اللد والرملة، سكن أهلها فيها عام 1951 وحتى اليوم، ويبلغ عدد سكانها اليوم نحو 600 شخص، في 70 منزلٍ جميع سكانها من فلسطينيي الداخل، ولا تعترف السلطات الاسرائيلية بقرية دهمش.وشارك الفنان تامر نفار كمرافق وناشط، حيثُ قدم مداخلة حول مدن المركز، وصولاً إلى حي المحطة، الذي أقامه البريطانيون، وهم من بنوا محطة القطار، وهو أكبر مفرق سكك حديد في البلاد، هناك ثمانية سكك حديد في المنطقة، يقارب الـ 300 قطار في اليوم.علمًا أنّ الحي قائم قبل عام 1948، ولم يحصل المقيمون فيه على تراخيص بناء، منذ ذلك الحين، علمًا أنّ عدد سكانها قبل النكبة وصل إلى نحو 6 آلاف نسمة، بعد الهجرة بقي فيها ما لا يتجاوز المئات، وعندما هجر بدو السبع وفلسطينيون من أسدود وعسقلان، استقروا في هذا الحي، واليوم هناك حوالي 9 آلاف نسمة، في هذا الحي.<واستعرض نفار تاريخ مدينة اللد، التي تعرضت إلى مجزرة رهيبة راح ضحيتها أكثر من 160 شهيدًا في عام 1948، وخلال الجولة الميدانية، كشف تامر نفار حجم التمييز العنصري البارز بين الأحياء العربية مقارنةً بالأحياء اليهودية، ورأى فيها شكلاً مِن الاستهداف المُشابه للأحياء العربية في سلوان، ويتوقع أن تُنقل الصبغة المقدسية للأحياء العربية بعد أقل من 10 سنوات إلى صبغة لداوية-رملاوية مشابهة، فيها تسيطر أغلبية يهودية، مدعومة من المؤسسة الإسرائيلية ورؤساء بلديات المركز، في محاولة لتفريغ المواطنين العربي من المكان التاريخي الذي يحيون فيه.وقال الناشط السياسي والاجتماعي رامي يونس: "نحن في اللد والرملة ويافا ودهمش، وبعض أهالي المركز لا يشاركون في التظاهرات التضامنيّة التي تجري في المركز، وليس هناك تواصل يومي بين الفلسطينيين في الشمال وفي مدن المركز، حتى أنّ المواطنين في اللد والرملة، يشعرون أنهم يعيشون في جزيرة".
وعرض عرفات إسماعيل الناشط ورئيس اللجنة الشعبية في دهمش ما تتعرض له قرية دهمش من أوامر هدم، منذ سنوات طويلة.وتحدث عن إقامة لجنة موحّدة للأهالي الصادرة بحقهم أوامر هدم، في اللد الرملة ودهمش، في أعقاب صدور أوامر هدم من بلدية الرملة، ضد 30 منزلاً في الرملة، وهي قابلة للتنفيذ، ومن أجل ذلك أقيمت خيمة الرباط للتضامن مع عائلة أبو معمر المهدد بيتها بالهدم.وسُمع خلال الجولة في حي دهمش قصص للكبار والأطفال حول خطورة مشاهِد الهدم الدائمة، التي تدمر ليس فقط المكان، بل إنها محاولة لقتل أحلام الشباب والأهالي، ولا أدل على ذلك من عمليات الهدم والردم الواضحة المعالم في حي دهمش، وكانت الجولة الأخيرة في خيمة الرباط بالرملة لمؤازرة المواطنين في مدينة الرملة، المعرّضة بيوتهم للهدم في كل من حي الجواريش، والرباط (جان حكال).وفي نهاية الجولة صرّح منعم معروف من ادارة مركز حملة: "إننا نهدف من تنظيم هذه الجولة، والتي ستصبح تقليداً شهريًا، الربط بين النشطاء على الارض والنشطاء في العالم الافتراضي، وأيضًا هناك أهمية لاستغلال الشبكات الاجتماعية لرفع وعي الفلسطيني، العربي والعالمي على معاناة شعبنا في الداخل في قضايا المسكن والتخطيط".