أَطفالُ فِلسطين والذّكاء الاصطِناعي: بَينَ واقعٍ صَعب ومُستقبَل لا يَنتَظِر أَحَدًا
فارءه معاي
يَفرض علينا هذا الواقع مواجهة حقيقة أن أطفالنا لم يعودوا مجرّد مستهلكين للتكنولوجيا، بل جزءًا من عالم تفاعليّ واسع، عالمٍ أصبح فيه الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا لا يمكن تجاهله. لكن، هنا بالذات تبرز مشكِلة حقيقية في فلسطين: ما زلنا غير جاهزين لتوجيه هذا الجيل بشكل صحيح. فالأطفال يملكون مفاتيح المستقبل، لكنّنا للأسف لم نبدأ بعد بتعليمهم كيف يفتحون أبوابه. خلال السنوات القليلة القادمة، ستحدُث قَفَزات هائلة في عالم الذكاء الاصطناعي، مع اقترابنا من تحقيق "الذكاء العام الاصطناعي" (AGI)، وهي مرحلة تصبح فيها الآلات قادرة على التفكير والتفاعل تمامًا مثل البشر. ليس هذا التطور مجرّد تفصيلٍ صغير في الحياة، بل ثورة ستغيّر مفهومنا الكامل للتعليم والعمل وحتى العلاقات الإنسانية.
ماذا نعرف عن وادي السيليكون الإسرائيلي؟
فلسطين الآن
بحسب تقرير لمنظمة SMEX المعنية بالحقوق الرقمية، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي طورت منظومة من الشركات التي تقدّم خدمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، كالتعرف على الوجوه، والتتبع الجغرافي. هذه الشركات تُستخدم فعلياً لمراقبة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وتُختبر تقنياتها على الأرض، في ما يشبه "مختبراً حياً للاحتلال".
من أبرز الأمثلة على ذلك: NSO Group، التي طوّرت برنامج "بيغاسوس" للتجسس على الهواتف، وبيعت تقنيتها لحكومات حول العالم، بعضها استخدمتها ضد صحافيين ونشطاء. AnyVision، التي طورت أنظمة مراقبة تستخدم تقنيات التعرف على الوجوه لتحديد الفلسطينيين عند الحواجز العسكرية. Elbit Systems، واحدة من أكبر شركات الدفاع في إسرائيل، التي تطور طائرات مسيّرة وأنظمة مراقبة تُستخدم في الحرب على غزة.
“الدبلوماسية التكنولوجية”… سلاح إسرائيل الناعم
ملتقى فلسطين
يترجم الإنفاق الإسرائيلي السخي على البحث العلمي، بشكل واضح، على أرض الذكاء الاصطناعي، إذ شيّدت إسرائيل استثمارات ضخمة لتطوير خوارزميات التعلم الآلي، وأنظمة تحليل البيانات الضخمة التي تستفيد منها ألفا شركة ناشئة، تمكنت عام 2024 وحده من جلب 3.1 مليارات دولار. وأعلنت الحكومة أيضاً “خطّة وطنية” تتجاوز قيمتها مليار شيكل (273 مليون دولار)، خُصِّص منها نحو 600 مليون شيكل (164 مليون دولار) لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وهو ما وضع إسرائيل ثالثة ثلاث دول تتصدّر المشهد العالمي، من حيث عدد الشركات الناشئة العاملة في المجال بعد الولايات المتحدة والصين. وإذا نظرنا إلى فضاء الأمن السيبراني، الذي تعتبره إسرائيل “سلاحها الفتاك”، نجد أنه يضم أكثر من 450 شركة ناشئة، تمكّنت في 2024 من جمع 3.6 مليارات دولار، وهو ضعف ما جُمع في 2023.
خبيرة: عمالقة الذكاء الاصطناعي متورطون مع إسرائيل بإبادة غزة (مقابلة)
وكالة الأناضول
قالت خبيرة الذكاء الاصطناعي هايدي خلاّف، إن الجيش الإسرائيلي استخدم تطبيقات ذكاء اصطناعي خلال هجماته على قطاع غزة، بالتعاون مع شركات تكنولوجية كبرى مثل غوغل ومايكروسوفت وأمازون، ما قد يجعل هذه الشركات شريكة في جرائم حرب، كما أن ذلك من شأنه تطبيع القتل الجماعي للمدنيين وإلقاء اللوم على الخوارزميات.
وفي حديث للأناضول، حذرت خلاّف، وهي مهندسة أمن نظم سابقة في شركة "أوبن اي اي" (OpenAI)، المطورة لتطبيق (ChatGPT)، ومستشارة في معهد "الآن للذكاء الاصطناعي" (AI Now Institute)، من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يتسم بعدم الدقة، ولا سيما من حيث تطبيع حالات القتل الجماعي للمدنيين، كما هو في غزة.