وقّع ائتلاف من أكثر من 100 منظمة مجتمع مدني محلية وإقليمية ودولية رسالة مفتوحة إلى إدارة مؤسسة دويتشه فيله الألمانية، تدين عبرها التقرير الأخير المغلوط والتشهيري الصادر عن لجنة التحقيق التي تم تعيينها من قبل مؤسسة دويتشه فيله (DW)، ودعى الائتلاف المنظمة إلى التراجع عن الاتهامات الواردة في التقرير وطالب بحماية الحق في حرية التعبير للفلسطينيين/ات. 

نشرت دويتشه فيله (DW) يوم الإثنين، بتاريخ 6 فبراير/شباط 2022، نتائج تحقيقها الداخلي لتهمٍ تتعلق بمعاداة السامية لقسم اللغة العربية للأخبار، إضافة لقيام لجنة التحقيق بفحص شركاء أكاديمية دويتشه فيله (DWA)، وقد تضمن التقرير عددًا من الاتهامات التشهيرية التي تشوه سمعة المنظمات الفلسطينية الشريكة لأكاديمية دويتشه فيله.

يأتي هذا التقرير كجزء من العدوان المتصاعد وحملة التشهير المستمرة ضد الفلسطينيين/ات ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية والتي تهدف إلى إسكات الأصوات الفلسطينية، وتقييد الحق في حرية التعبير، وقمع النقد المشروع للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين/ات، وصولاً لتقويض الصحفيين/ات الفلسطينيين/ات والمنظمات الفلسطينية من السعي للمساءلة والمحاسبة، بحيث تخلق نتيجة كل هذا الضغط تأثيرردعٍ مروع يمنع الفلسطينيين/ات من مشاركة تجاربهم/ن مع القمع والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان مع بقية العالم.

يؤكد تحالف منظمات المجتمع المدني الموقعة على الرسالة التزامه بمكافحة العنصرية بجميع أشكالها، بما في ذلك معاداة السامية وكراهية الإسلام وكراهية الأجانب، إلا أن تقرير دويتشه فيله (DW) يتبنى إطارًا إشكاليًا يخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، ويسعى إلى وصم النقد المشروع لإسرائيل على أنه معادٍ للسامية. يربط هذا النهج أيضًا -بشكل خطير- بين انتهاكات السلطات الإسرائيلية والجاليات اليهودية حول العالم، ويربطها بشكل مغلوط بالقمع الممنهج ضد الفلسطينيين/ات. 

إضافة لما سبق، يدين التحالف أيضًا الافتقار للمهنية والمنهجية البحثية للتقرير التي تتبناها لجنة التحقيق التابعة لدويتشه فيله (DW)، حيث افتقرت اللجنة إلى التنوع والخبرات ذات الصلة، هذا ولم يمتلك أي من أعضاء اللجنة الخبرة في مناهضة العنصرية، علاوة على إدلاء بعضهم سابقاً بتصريحات معادية للإسلام. إضافة إلى ذلك، لم تتم دعوة المنظمات الشريكة المستهدفة للتشاور أثناء عملية التحقيق، ولم يتم إخطارها إلا قبل ساعات من إصدار التقرير بأنه تم ذكرها وأن علاقتها مع دويتشه فيله (DW) ستتأثر وفقاً لذلك، مما يثبت انعدام الشفافية والمساءلة للجنة التحقيق التابعة لدويتشه فيله (DW).

نحن، المنظمات المستهدفة والداعمة لها، ندعو دويتشه فيله (DW) وأكاديمية دويتشه فيله (DWA) إلى اتخاذ الإجراءات التالية بشكل فوري: 

• سحب التقرير المتحيز وإنهاء حملة التشهير ضد مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية.

   

• تشكيل لجنة موضوعية وغير منحازة من خبراء في مناهضة العنصرية للتحقيق في أي مخالفات والتشاور مع الصحفيين/ات والمنظمات الفلسطينية الشريكة.

   

• الالتزام بالحق في حرية الرأي والتعبير واعتماد تعريف موضوعي لمعاداة السامية، ومتوافق عليه من قبل المدافعين/ات عن حقوق الإنسان اليهود والفلسطينيين/ات، مثل إعلان القدس حول معاداة السامية.

   

• السماح بالنقاش السياسي الخالي من جميع أشكال العنصرية والكراهية، بما في ذلك معاداة السامية وكراهية الإسلام.

اقرأ/ي الرسالة المفتوحة