لنُعِد لغزّة صوتها, حراك من أجل استرجاع الحق في الاتصال

ألحقت حرب الإبادة في غزّة أضرارًا كارثيّة بالبنى التحتيّة للاتصال البعاديّ، الأمر الذي أدّى إلى عزَل غزّة عن العالم. على الرغم من إطلاق وقف النار في التاسع عشر من كانون الثاني، لا تزال الأزمة الإنسانيّة شديدة، حيث يستمر انقطاع الاتصالات في التأثير على كل جانب من جوانب الحياة في غزّة. حالَ هذا الانقطاع دون منالية المعلومات الحيويّة، قيّد حرية التعبير وأعاق الاستجابة لحالة الطوارئ والجهود الإنسانيّة. هذا الوضع ليس مجرّد مسألة تقنيّة؛ بل يمثّل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، الأمر الذي يؤثّر مباشرةً على منالية المعلومات وحرية الاتصال.

في جميع أرجاء غزّة، خاصّة في شمال غزّة، لاقت عائلات حتفها تحت الركام لعجزها عن طلب المساعدة. بدون إرسال، لم تلق نداءات الإغاثة آذانًا صاغية، وزُهقت الأرواح بصمت. تشكل هذه الكوارث جميعها تذكيرًا قاتمًا بأن الاتصال ليس رفاهية - بل هي مسألة حياة أو موت. إنّ غياب أنظمة الاتصال الفعّالة لا يعني أنّ أهالي غزة عُزلوا عن العالم فحسب، بل حُرموا أيضًا من الوصول إلى الخدمات الأساسيّة، والفرص الاقتصاديّة، وإمكانية إعادة بناء حياتهم..

إصلاح أنظمة الاتصال في غزّة ليس مجرد حاجة إنسانيّة مُلحة، بل يعد أيضًا ركيزة أساسية لمستقبل غزّة. إلى جانب تلبية الاحتياجات الطارئة، ننادي بتحقيق استقلاليّة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الفلسطينيّ وتحريره من القبضة الإسرائيليّة، الأمر الذي يتيح لجميع السكّان خدمات متقدّمة، متساوية ومتاحة. يجب وضع حد لهذا العزل المتعمّد للفلسطينيّين، من أجل حماية حقوق الإنسان الأساسيّة.

في وقتٍ يلمّح فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب علنًا إلى ضرورة إفراغ غزّة من سكانها الفلسطينيين، نرفض بشكل قاطع جميع المحاولات الرامية إلى التهجير الدائم للفلسطينيين من وطنهم. غزّة ملكٌ لشعبها، وعلى العالم أن يتحرك الآن لإعادة إعمارها وإعادة ربطها، لضمان مستقبلٍ يبقى فيه الفلسطينيون في أرضهم، ويستعيدون حياتهم، ويزدهرون.

ما المطلوب؟

جهود فوريّة

تطبيق حلول مؤقّتة، مثل توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعيّة، نقاط متنقّلة للاتصال اللاسلكيّ وأبراج (أو محطّات) خلويّة متنقّلة لاستعادة الاتصال أساسيّ لتقديم خدمات طوارئ، تنسيق عمليّات الإغاثة الإنسانيّة، وللاستخدامات المدنيّة.

استثمار طويل الأمد

إعادة إنشاء البنية التحتيّة للاتصالات في غزة بواسطة تقنيّات عصريّة، الأمر الذي يوفّر اتصالًا موثوقًا وسريعًا لتلبية الاحتياجات في مجالات التعليم، الرعاية الصحيّة والنمو الاقتصاديّ.

ضمان سلامة وحماية العاملين

ميدانيًّا في مجال الاتصالات، والذين يخاطرون بأرواحهم لإصلاح البنية التحتيّة والحفاظ الى وظائفها الأساسيّة والحيويّة. على الجهات الدوليّة المطالبة بالمساءلة والمحاسبة على الاعتداءات التي تستهدف هؤلاء العاملين.

المطالبة بإنشاء قطاع فلسطينيّ مستقل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات

غير خاضع لأيّة سيطرة خارجيّة، ليشكّل حجر زاوية في إعادة إعمار غزة وتحقيق السيادة الرقميّة لفلسطين.

حثّ أطراف معنيّة دوليّة

بما في ذلك الوكالات التابعة للأمم المتحدة، الحكومات وشركات الاتصالات للسعي بشكل سريع لضمان إعادة بناء وتحديث قطاع الاتصال البعاديّ في غزة.

المراجع


تضرّر البنية التحتيّة للاتصال البعاديّ في غزّة:
تقييم الأضرار والأثر الإنسانيّ

الحقوق الرقميّة الفلسيطينيّة في سياق الإبادة الجماعية ومسؤوليّة شركات التكنولوجيا الكبرى


أُطلِقَ بمبادرة من:
الائتلاف الفلسطيني للحقوق الرقمية

بتأييد من: